!أفعال ينصرف إليها العقل عنوة
- Samer Sammour
- May 31, 2019
- 2 min read
يخبرنا علماء اﻷعصاب أن العقل إن لم يكن منصبا تركيزه على عمل ما فإنه يتجه بطريقة مبرمجة إلى واحد من اﻷفعال التالية:التعليق: يبدأ العقل بالتعليق على كل ما يدور حولنا مصدرا أحكاما مستمرة على كل ما حو حولنا. يخبرنا العقل عما نحبه من هذه اﻷشياء وما نكرهه و ما نشبه به اﻵخرين أو نختلف عنهم. العقل يستمر في المقارنة و المفاضلة و التعليق والتعقيب المستمرين على ما هو حولنا.التنقل عبر الزمن: ينطلق بنا العقل إلى التمني و أحلام اليقظة و القصص التي تضعنا في تصورات مستقبلية قد تكون بعيدة عن الواقع مثل اﻹفراط في التخيل بربح بطاقة يانصيب أو مضاعفة الراتب أو الزواج بشاب وسيم وغني. في الوجه اﻵخر يرسلنا العقل إلى الماضى وومآسيه و استرجاع ذاكرة أحداث و مواقف ماضية واﻹفراط في التفكير بما سبق وما حصل. في الحقيقة هذا التنقل الفكري من الماضي إلى المستقبل يفقدنا اﻹتصال بهذه اللحظة الحالية و ما نعيشه اﻵن التصنيف و التعريف الذاتيين: ينزلق العقل دوما إلى الحكم عليك عن طريق أفكارك و أفعالك الحالية. العقل يستمر في تصنيفك بناجح أو فاشل من خلال ما تقوم به وتفكر به. اﻹنغماس بهذا التفكير يعزز من حسك باﻹنفصال عن غيرك و عن العالم و يسبب الكثير من اﻹحباط نتيجة الحكم المستمر عبى النفس.التفكير اﻹجتماعي: تصنف عقولنا بطريقة أوتوماتيكية الناس و علاقتهم بك نحو جيدين أو سيئين(ضمنا للمعايير التي تراها صحيحة)، علماء أو جاهلين، جميلات أو قبيحات، معنا أو ضدنا، من صنفنا أو من غيرنا...الغريب أن عقولنا مجبولة على تجاوز و تجاهل أخطائنا في حين رؤيتنا الواضحة ﻷخطاء اﻵخرين. يحدث ذلك بسبب خاصية "التعذر الذاتي" الموجودة فينا أي أننا نجد العذر حينما نخطئ بينما لا نجده بسهولة لغيرنا. التعذر الذادي شيئ مجبول فينا. تسمح لنا هذه الخاصية على العيش بسلام -إلى حد ما- دون الحاجة إلى التعامل مع كمية من اﻹحباطات و اللوم الذاتي و اﻹحساس بالذنب الذين كان من الممكن أن يصاحبونا لولا وجود هذه الخاصية فينا. ورغم أن التعذر الذاتي لا ينزع اﻹحساس بالذنب إلا أنه يبدو أنه يخفف حدته. تساعدنا هذه الخاصية على حماية اﻷنا و انطباعنا الداخلي عن أنفسنا.

Comments