الاحباط العقلي
- Samer Sammour
- May 31, 2019
- 1 min read
قد يبدو لك أن اﻹنسان مخلوق منطقي و يعمل المنطق البحت في أفعاله وقراراته. حاول أن تلق نظرة أعمق قد تبدأ بالتساؤل مرة أخرى. لاحظ مثلا أن الكثير منا حينما يستمع إلى معلومة ما تتعلق باﻹعتقاد أو الفلسفة أو الرأي السياسي أو أي شيئ يهمه فإن عقله يبدأ بتصنيفها ومقارنتها باعتقاداته. إذا كان هناك اتفاق ما بين المعلومة ومعتقداه سوف يصدقها و يمدحها دون التمحيص في مصدرها ودراسة دلائلها. وإذا كانت تختلف ومعتقداته فهو يرفضها بكليتها على أنها ترهات دون النظر في الدلائل. ذلك يفسر لماذا القليل من الناس لا يقبل أن يغير رأيه بسهولة بل يصعب مناقشة الناس في الكثير من أرائهم بغض النظر عن الدلائل التي تدعمها. هل بدأت تشعر بصحة ما أقول؟. يبدو أننا بطبيعة الحال كبشر نمحص المعلومات التي نستقبلها من خلال معتقداتنا. اﻹنسان الذي يغش بالرغم من اعتقاده أن الغش سيئ يبحث عن عذر أكبر يطفئ به نار خيبته من نفسه, مثلا اﻷسئلة لم تكن عادلة أو أن اﻷستاذ ضلالي. سمى هذا الشعور الذي تشعره حين ترتكب خطأ و تعتقد أنه خطأ باﻹحباط العقلي. وﻷن أغلبنا لا يستطيع التعايش مع هذا اﻹحباط نبحث عن أعذار منطقية ومجدية تفسر لنا ما ارتكبناه.

Comments