التعذر الذاتي

يبدو أن عقولنا مجبولة على تجاوز و تجاهل أخطائنا في حين رؤيتنا الواضحة ﻷخطاء اﻵخرين. يحدث ذلك بسبب خاصية التعذر الذاتي الموجودة فينا أي أننا نجد العذر حينما نخطئ بينما لا نجده بسهولة لغيرنا. التعذر الذاتي شيئ مجبول فينا. تسمح لنا هذه الخاصية على العيش بسلام -إلى حد ما- دون الحاجة إلى التعامل مع كمية من اﻹحباطات و اللوم الذاتي و اﻹحساس بالذنب الذين كان من الممكن أن يصاحبونا لولا وجود هذه الخاصية فينا. ورغم أن التعذر الذاتي لا ينزع اﻹحساس بالذنب إلا أنه يبدو أنه يخفف حدته. تساعدنا هذه الخاصية على حماية اﻷنا و انطباعنا الداخلي عن أنفسنا.يبدأ اﻷطفال تعلم و ممارسة التعذر الذاتي في مرحلة مبكرة. حينما يضرب طفلا متمرد آخر ضعيف يجد لنفسه أعذارا مثل " كنت أمازحه" " هو يستحق ذلك" " كان سيضريني" إذ أن اﻷطفال مثل الكبار يحتاجون لتخفيف هذا اللوم الداخلي الناتج عن ارتكاب اﻷخطاء عن طريق ايجاد أعذار ذكية. رغم أن هذا التصرف الطفولي لا يستدعي القلق إلا أنه من الجدير بالذكر التنويه إلى صلته بتصرفاتنا حينما نكبر. لا تختلف كثيرا عقول المجرمين و أصحاب السلطة المفرطة و اﻹرهابيين والسارقين فكلهم يتعايشون مع أفعالهم عن طريق إيجاد أعذار تسهل لهم اﻷمر و يجعلهم لا يرون بأي شكل هذه اﻷفعال على أنها خطأ بالشكل الذي يحكم عليه المجتمع. التعذر الذاتي شيء مجبول فينا.

أعذار النفس